حملة "كفى" تريد إسقاط اتحاد الكرة اللبناني

لم تعد الثورات الشعبية التي تجتاح الوطن العربي، تقتصر على السياسة وتبديل الأنظمة بأخرى، بل وصلت في لبنان إلى كرة القدم، حيث نشأت مجموعات تطالب برحيل الاتحاد الوطني للعبة، واستبداله بآخر جديد يعيد اللعبة إلى ما كانت عليه في الزمن الماضي.
وكما الحال في شتى الثورات، فقد كانت بداية الحملة عبر موقعي التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت "فايس بوك" و"تويتر"، حيث أنشأت مجموعة من جماهير كرة القدم في لبنان، صفحة لها، تحت عنوان "كفى 172"، في إشارة إلى مركز المنتخب الوطني على لائحة التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم.
وتتهم حملة "كفى" اللجنة العليا للاتحاد اللبناني، بالفساد وتدمير اللعبة وتمسك أعضائها بمراكزهم تلبية لمصالح شخصية أو فئوية، رغم فشلهم في إدارة اللعبة، ما يستنزف اللعبة ويمحو مستقبلها وأحلام المواهب الشابة، دون أن تغفل عن الأندية التي لم تحرك ساكناً للمطالبة بتفعيل اللعبة، ولم توفر الإعلام اللبناني الذي وصفته بالصامت الأكبر.
ووجهت الحملة لومها الكبير لجماهير كرة القدم الذي يعيش حالة من الإحباط الشديد نتيجة المستوى المتردي الذي وصلته الكرة اللبنانية، لسكوته طيلة الفترة السابقة عن ما الم باللعبة.
ولم تستثن الحملة السياسيين الذين دعموا مكونات الاتحاد لوصولهم إلى مراكزهم، وطالبوهم برفع أيديهم عن اللعبة لكي يأتي أشخاص يفقهون بأمور كرة القدم ويستطيعون انتشالها مما هي عليه اليوم.
وحددت "كفى" أهدافها بثلاث نقاط هي:

1- العمل على إسقاط اللجنة العليا للاتحاد اللبناني لكرة القدم المسؤولة مباشرة عن انهيار اللعبة بكافة الوسائل السلمية والديمقراطية التي يكفلها الدستور اللبناني أو ضمان عدم عودة أعضائها لقيادة اللعبة من جديد.

2- الدعوة إلى تشكيل لجنة انتقالية حيادية لمدة شهرين عند استقالة اللجنة الحالية، تكون مهمتها إجراء تعديلات على النظام الأساسي للاتحاد، والتحضير لإجراء انتخابات نزيهة وفق تعليمات الاتحاد الدولي للعبة، وخالية من أي تدخل سياسي.

3- دعم ترشيح الكفاءات والشخصيات المشهود لها بالنزاهة لتحمل مسؤولية النهوض باللعبة والبدء بمسيرة الانتقال إلى نظام الاحتراف.
ويرى أعضاء "كفى" على "فايس بوك" الذين تجاوز عددهم الـ1200، أن فشل الاتحاد في التخطيط هو خطة للفشل أو بمعنى آخر أنه لم يكن هناك خلال العقدين الماضيين أية خطة ما أسفر عن تراجع اللعبة بشكل كبير.
وطالبوا باتحاد جديد يكون له رؤية مستقبلية تنتشل اللعبة وتوقظها من سباتها العميق، وجلب المتخصصين ليعملوا على التخطيط لتصل اللعبة إلى المستوى الأعلى الذي تستحقه.
محمد الساحلي: لا بد من إسقاط الاتحاد
وقال محمد الساحلي أحد المشرفين عن الحملة عن ظروف إنشائها: بعد صدور ترتيب الـ"فيفا" لشهر شباط/فبراير وحصول لبنان على المركز 172 عالمياً، رأينا أن علينا القيام بتحرك لتصحيح الخلل الحاصل، فقررنا عبر "منتدى" يهتم بكرة القدم اللبنانية على شبكة الانترنت أنه لا بد من إسقاط الاتحاد، الفكرة موجودة منذ زمن وهي ليست لشخص واحد بل هي صرخة جماهير يئست من الوضع الحالي للكرة اللبنانية.
وأشار الساحلي إلى أن الخطوة الثانية بعد إثارة الموضوع إعلامياً ستكون زيارات للأندية المعنية ومحاولة الحصول على دعمها في الحملة، بعد ذلك سيتم الدعوة لاعتصامات رمزية عند مقر الاتحاد بمشاركة بعض رموز كرة القدم اللبنانية ولاعبيها القدامى ورؤساء أندية من الداعين لإجراء الإصلاحات.
بطولات بدون جمهور
وكانت عدة خلافات حصلت على مدار السنوات الماضية بين رئيس الاتحاد هاشم حيدر والأمين العام رهيف علامة، لم تقتصر على أروقة الاتحاد، بل كانت صراعاتهما في كل مرة تدور على صفحات الجرائد والمحطات التلفزيونية المحلية، حيث يتراشقان الاتهامات.
وما زاد موضوع كرة القدم اللبنانية تأزماً هو حرمان الجماهير من دخول الملاعب بعد الأحداث الأمنية التي حصلت في البلاد إثر اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في العام 2005، خوفاً من حصول مشاجرات بين جماهير الأندية التي تفرقهم توجهاتهم السياسية والعقائدية والدينية والمذهبية، ما أسفر عن انخفاض المستوى العام بسبب غياب العامل الرئيسي للعبة وهو الجمهور، عدا عن فقدان الثقة من قبل الممولين والمعلنين ما أضاع على الأندية فرص الدعم المادي لتطوير نفسها وتدعيم صفوفها بالعناصر الجيدة والتعويض عن ذلك بلاعبين أجانب دون المستوى.
تراجع إنهياري
ولم يستطع الاتحاد بناء منتخب قوي للمحافظة على أفضل ترتيب له على لائحة الاتحاد الدولي، حين وصل في كانون الأول/ديسمبر 1998 إلى المرتبة 85، حيث بدأ بالتراجع "الانهياري" إلى أن وصل في تصنيف شهر شباط/فبراير إلى المركز 172، قبل أن يتقدم ثلاثة مراكز في تصنيف آذار/مارس الماضي ويصبح 168 من اصل 207 دول منضوية تحت لواء الـ"فيفا".
ولا تقتصر مشاكل الاتحاد على الأمور التنظيمية بل تفوح منه أيضاً روائح الفساد المالي، والاستيلاء على أموال أتته على شكل هبات أو مساعدات للأندية والمنتخبات من الدولة اللبنانية أو الاتحادات الدولية والقارية والمحلية الصديقة.
وتشتكي الأندية التي أتت بالاتحاد عبر انتخاب أعضائه من ضعف مستوى التحكيم التي تحوم حوله أيضاً الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام.