الشيخ محمد: غيّرنا نظرة الفيفا للدول الصغيرة

كشف الشيخ محمد بن حمد آل ثانيرئيس لجنة ملف قطر لمونديال 2022 أن تفوّق قطر غيّر مفهوم الفيفا والعالمفي النظر نحو الدول الصغيرة بالمساحة مشجعاً كل دولة ترغب باستضافة كأسالعالم أن تتقدَّم بذلك وأكّد فخره أن بلاده أوّل من غيّرت التفكيرالعالمي السائد عن منح البطولة لدول كبرى.
جاء كلام الشيخ محمد في مقابلةحيّة داخل الاستوديو مع قناة الجزيرة الرياضية أجراها الزميل أيمن جادةمساء السبت واستضاف فيها أيضاً حسن الذوادي المدير التنفيذي لملف قطروناصر الخاطر مدير الاتصالات والتسويق وياسر الجمال المدير الفني للملف.
وكان أعضاء لجنة ملف قطر عادوامساء الجمعة من زيوريخ حيث قادوا قطر للفوز بشرف استضافة كأس العالم لكرةالقدم 2022 بعد منافسة مع الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الجنوبيةواليابان وأستراليا، في انجاز أول من نوعه على الصعيدين العربي والشرقالأوسطي منذ انطلاق المونديال عام 1930.
وتوجه رئيس لجنة ملف قطربالشكر لحضرة صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، وحرمسمو أمير دولة قطر صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند ولكل فرد عملمعه طيلة عامين للوصول إلى هذا النجاح وتمنى الشيخ محمد لو كان بالإمكاناستضافة جميع من عمل في الملف -أكثر من 45 شخصاً- موجهاً لهم كل تحيةوتقدير.
وكما فعل بعيد إعلان فوز قطرعاد الشيخ محمد وأكد مرة أخرى أن قطر ستفي بوعودها وأن العالم سيرى بطولةستكون الأنجح في تاريخ كؤوس العالم.

إقناع الفيفا
وقال الشيخ محمد إن مسألةإقناع الفيفا بالملف القطري كانت صعبة "أهم نقطة كانت المساحة، لأن الناسكانت معتادة على الدول الكبيرة ومسألة مشاهدة مباراتين أو ثلاثة في اليومنفسه كانت غريبة عليها. فالجماهير كانت تسافر كي تشاهد مباراة واحدة. لكناستطعنا إقناع العالم بمفهوم جديد".
واعتبر الشيخ محمد أنه منالخطأ الجلوس وانتظار الفرص من الغير أو من الدول الكبيرة بل يجب العملوالسعي لإثبات الذات وإقناع هذه الدول والفيفا بما تملك من قدرات. وتابع:"نتشرف أننا استطعنا كسر المفهوم السائد لدى الفيفا بحصرية المونديال علىالدول الصغيرة" معتبراً أن الأمر كان عرفاً وليس قانوناً.

دعوة للمنتقدين
وتوجَّه فارس شعلة آسياد 2006لكل من انتقد خيار الفيفا بمنح قطر استضافة كأس العالم بالدعوة أن يكونواعلى الموعد عام 2022 لمشاهدة أنجح بطولة على الإطلاق مؤكداً أن قطر ستفيبوعودها بتنظيم تظاهرة غير مسبوقة ونوعية ووضع الانتقادات على اختلافاتهافي خانة "لحظة غضب".
كما توجّه لمن أسند منتقداًفوز قطر لقدراتها المادية قائلاً إن العامل المادي ملح وضروري لأي دولةلإنجاح ملفها "فهي بحاجة لضمانات مادية وحكومية" بخلاف ظنون العالمفالمادة عامل أساسي للنجاح ضارباً المثل بدول غنية حاولت الترشح لمونديال2022 دون أن تقدّم ضمانات مادية أو حكوميّة سقطت في امتحانها.
ثلاث لغات
وتعليقاً على التحدث بلغاتمختلفة، الفرنسية والإسبانية والإنكليزية، لدى تقديم الملف قال فارس قطرالشيخ محمد إن إيصال الرسالة عبر مترجم يفقدها الكثير من إحساسها ومضمونهاوهدفها لذا تم التوجه لأعضاء اللجنة التنفيذية بلغات مختلفة حتى تصلالرسالة القطرية بجوهرها بحيث يكون وقعها أقوى وأشد تأثيراً. وهذا ما حصل.
وعن لحظة ما قبل إعلان الفوزوالقلق الذي ساد، قال إنهم لم يكن يدرون عند دخولهم القاعة عن التصويتالمسبق والمراحل الأربعة (مراحل التصويت) "لم نكن ندري عن المراحل الأربعةوحين دخلنا القاعة لم نكن نعرف أن هنالك ثلاث دول خرجت. لكن حينها جاءنيشخص من الفيفا وقال لي إن المسألة بينكم وبين الولايات المتحدة الأميركية.وأكبر تخوف كان من الولايات المتحدة. الحمدالله أننا وصلنا لهذه مرحلة.وفي لحظة التواجه مع الولايات المتحدة تصبح الأعصاب مشدودة".
التأثر بالجماهير
وحين شاهد الشيخ محمد في شريطمصور احتفال الجماهير في قطر لدى إعلان الفوز بدا التأثر عليه واضحاًوتوجه بالشكر لها معتبراً أنها صانعة الانجاز وشرفت قطر متأسفاً أنه لميتسن لهم مشاركتها الفرحة، كما وصف الاستقبال الأسطوري لدى عودتهم للدوحةبأنه لا يوصف ومنحهم دفعاً قوياً للسنوات القادمة وأشعرهم بالمسؤولية أكثر"وسنكون على قدر المسؤولية".
إيجابية السلبيات!

وفي معرض الحديث عن النقاطالسلبية التي واجهت اللجنة وكيفية تسخيرها لعوامل إيجابية تحدث ياسرالجمال قائلاً: "عدة معوقات واجهت الملف. صغر المساحة والطقس وغيرها. لكنحوّلنا نقاط الضعف إلى قوة فقدمنا تكنولوجيا التبريد على الطاقة الشمسيةالصديقة للبيئة وستكون حصرية لدولة قطر وقد أثبتت نجاحها. فيما وفرناالقدرة للمشجع لمشاهدة عدة مباريات مباشرة في الملعب في اليوم نفسه".
وتطرقاً لبناء ملاعب جديدة قالالمدير الفني إن قطر ستشيّد اثني عشر ملعباً جديداً وقد وعدت أن الملاعبالحالية سيتم تفكيكها وإرسالها لدول محتاجة كروياً في خطوة تهدف لتعزيزكرة القدم حول العالم.
وأكد الجمال أنهم فريق "يعشقالتحدي" مشدداً على جهوزيتهم الكاملة للمباشرة بالاستعدادات وأضاف "لدينابرنامج عمل للتنسيق مع الجهات الحكومية والوصول بالمشاريع لبر الآمان.خاتماً "سنفي بوعودنا".
السؤال المفتاح

ورأىحسن الذوادي أن السؤال الأخير الذي طرحته حضرة سموّ الشيخة موزة عند تقديمالملف عن متى سيستضيف الشرق الأوسط كأس العالم وأن الوقت قد حان الآن، شكلعاملاً داعما وقوياً جداً في رفع أسهم ترشح قطر بل كان المفتاح الذي أسهمفي الفوز.
وفي سؤال للزميل أيمن عن دعوةالألماني فرانتز بكنباور عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي لكرةالقدم لإقامة البطولة في كانون الثاني/يناير، حين يكون طقس قطر رائعاً،عوضاً عن حزيران/يونيو، قال الذوادي إن تكنولوجيا التبريد الصديقة للبيئةالتي قدمتها قطر تكفل إقامة المونديال بأجواء مثالية، أما قرار تقديم موعدالبطولة فيعود اتخاذه للفيفا خصوصاً أنه مرتبط بروزنامة دولية كبيرة منبطولات محلية وقارية للمنتخبات والأندية.
لحظة الفوز

أما ناصر الخاطر فتذكر لحظة ماقبل إعلان الفوز قائلاً حين فازت روسيا سمع احتفالاً لم يعرف مصدره لأنهكان مأخوذاً بنتيجة التصويت الثانية كما لم تكن الشاشة واضحة له، لذا حاولالتركيز على الإعلان عن الفائز بمونديال 2022 ولدى ذكر اسم قطر لم يستوعبأن الأمر أصبح حقيقة وفقد تركيزه للحظات.
وعن الاستعدادات لاحتضانالمونديال قال إن: "مسألة الوقت عامل خطر فصحيح أن المتسع كبير لكن أكبرخطر الشعور أن الوقت كاف. الوقت صحيح كاف لكن يجب وضع الخطط من الآنللإيفاء بوعودنا"، مؤكداً أن خططا كثيرة تم وضعها للمباشرة في التنفيذ.
اتصال الكبار
أثناء البرنامج فاجأ الزميليوسف سيف فرسان الملف القطري باتصاله ووجّه الشكر والتهاني لهم مشدداً علىإعجازهم الذي رفع راية قطر والعرب عالياً كما اتصل سعد كميل الحكم الكويتيالدولي السابق الذي شارك في مونديال 2002، مثنياً بدوره على ما صنعتهالأيادي القطرية البيضاء كما انهالت الاتصالات من الأقطار العربية كافةواحتفل كل منها على طريقته بمن غيّروا وجه التاريخ.