ايام قليلة باتت تفصل قارة اسيا عن معرفة بطلها الجديد
في كرة القدم مع تمكن اربعة فرق من حجز مقاعدها في دور نصف النهائي وهي
اليابان واوزبكستان واستراليا وكوريا الجنوبية.
وستحدد
مباراتا الثلاثاء الفريقين اللذين سيتنافسان على الكأس القارية، اذ سيجمع
اللقاء الأول منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية تليه مباراة استراليا
واوزبكستان.
لن
يستغرب متابعو الشأن الرياضي وجود كل من اليابان وكوريا الجنوبية في
المربع الذهبي فكلا المنتخبين بات يشار له بالبنان على الساحة الكروية
العالمية خلال السنوات العشر الماضية.
بيد
ان حقيقة عدم وجود فريق عربي في دور نصف النهائي تعني ان خريطة القوى
الكروية في اسيا قد شهدت تغيرا جذريا متمثلا في الزحف القادم من اقصى جنوب
الكرة الارضية ممثلا باستراليا التي انضمت للاتحاد الاسيوي منذ خمسة اعوام
ومن وسط اسيا ممثلة في اوزبكستان.
العرب كانوا يقاطعون البطولة حتى عام 1972 عندما شاركوا فيها لأول مرة، ومنذ عام 1976 لم يخل هذا الدور من احد الفرق الخليجية.
القاب وهزائم
ووصلت
المشاركة العربية في المربع الذهبي أوجها في البطولة التي اقيمت في ابوظبي
عام 1996 حيث شاركت ثلاث فرق خليجية هي السعودية والكويت والامارات في هذا
الدور الى جانب اليابان وكان اللقب من نصيب السعودية.
ويصل
مجموع الالقاب العربية في اربع عشرة بطولة الى خمسة ألقاب، ثلاثة منها
للسعودية وواحد للكويت والخامس للعراق صاحب لقب النسخة الاخيرة.
ولم يقتصر اخفاق المنتخبين السعودي والكويتي على توديعهما البطولة بل انه اتخذ صيغة خروج مهين بثلاثة هزائم دون نقاط.
كما ان المنتخب السعودي صاحب الالقاب الثلاثة في البطولة خسر اخر مبارياته امام اليابان بخمسة اهداف للا شئ.
اما
بالنسبة لمنتخب الكويت صاحب لقب خليجي عشرين وكأس غرب اسيا فقد أثبتت
مشاركته في البطولة ان تحقيق الانتصارات في البطولات الاقليمية لا يعني
بالضرورة الشئ نفسه على المستوى القاري حيث المنافسة اوسع وأقوى واكثر
تنوعا.
وتمثلت المشاركات الخليجية الاخرى في
منتخب الامارات الذي غادر البطولة بهزيمتين دون ان يحرز اي هدف والمنتخب
البحريني الذي لم يفز الا على منتخب الهند الذي ما زال يخطو اولى خطواته
في عالم كرة القدم.
وكان منتخب قطر هو
الاستثناء حيث نجح في تجاوز تعثره امام اوزبكستان في المباراة الافتتاحية
ليفوز على كل من الصين والكويت قبل ان يودع البطولة على يد اليابان.
وبالطبع
لا يمكن اغفال الدور الذي لعبه التشجيع في دفع المنتخب القطري للوصول الى
دور الثمانية للمرة الثانية في تاريخه في بطولة اقيمت على ارضه ووسط
جماهيره.
ولم تخل البطولة من ايجابيات للعرب
تمثلت في العروض القوية التي قدمها منتخبا سوريا والاردن ولاسيما الأخير
الذي كان يمكن ببعض التركيز ان يجد لنفسه مكانا في نصف النهائي.
اما
منتخب العراق الذي كان يأمل في الحفاظ على لقبه فيكاد يجمع خبراء الكرة
هنا على انه كان أمام مهمة شاقة ان لم تكن مستحيلة في ظل عدم تجديد صفوف
الفريق منذ فوزه بالكأس الماضية وتقدم سن بعض اللاعبين والوقت الضيق الذي
تسلم فيه المدرب الألماني وولفجانج سيدكا المسؤولية والذي لم يتجاوز الستة
أشهر فضلا عن التطور الكبير الذي طرأ على الفرق المنافسة خلال السنوات
الماضية ومنها المنتخب الاسترالي.
ولكن خروج
المنتخب العراقي يظل لا غبار عليه فهو نجح في تجاوز تعثره في مباراته
الأولى امام ايران والفوز على كل من الامارات وكوريا الشمالية في مباراتيه
اللاحقتين قبل ان يخسر بهدف مباغت امام منتخب الكانغارو في دور الثمانية.
ويبقى
الخوف الآن لدى المنظمين من تراجع الاقبال الجماهيري الضعيف أصلا على
البطولة بعد الخروج الجماعي للعرب وفي كل الاحوال ستكون مباراتا الغد
مقياسا لهذه النقطة تحديدا.