بعد
نحو شهر على فوزه بدورة كأس الخليج لكرة القدم المفضلة لديه، يستهل منتخب
الكويت غمار كأس آسيا الخامسة عشرة في قطر بمواجهة صعبة مع المارد الصيني
غداً السبت على ملعب نادي الغرافة ضمن منافسات المجموعة الأولى.
وتنطلق الدورة اليوم بلقاء منتخب قطر المضيف مع نظيره الأوزبكي في المجموعة ذاتها.
ويملك "الأزرق" الكويتي
تاريخاً حافلاً في بطولات آسيا، فشارك فيها 8 مرات، وكان أول منتخب عربي
يحقق اللقب عام 1980 عندما استضاف البطولة على أرضه بفوزه على المنتخب
الكوري الجنوبي بثلاثة أهداف نظيفة في المباراة النهائية، بالإضافة إلى
حلوله وصيفاً في نسخة عام 1976 بعد خسارته في النهائي أمام المنتخب
الإيراني المضيف، فيما احتل المركز الرابع عام 1996 في الإمارات، والثالث
في سنغافورة عام 1984.
وقدمت الكويت في البطولة أسماء
لامعة على مستوى القارة خصوصاً في حقبة السبعينات والثمانينات والتي تسمى
"الجيل الذهبي" ببروز لاعبين موهوبين أمثال جاسم يعقوب وفتحي كميل وفيصل
الدخيل وعبد العزيز العنبري وسعد الحوطي وأحمد الطرابلسي وعبدالله البلوشي
الذين توجوا بلقب عام 1980، وجاء بعدهم جيل عبدالله وبران وأسامة حسين
(مدير المنتخب حالياً) وفواز بخيت وبشار عبدالله وجاسم الهويدي ومحمد
بنيان الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى النهائي في نسخة 1996
بيد أنهم خسروا في الدور نصف النهائي أمام منتخب الإمارات المضيف بهدف
ذهبي.
تأتي كأس آسيا هذه المرة في
لحظات صعود بريق المنتخب الكويتي مجدداً بعد أعوام من الإخفاقات إذ ابتعد
عن منصات التتويج 12 عاماً، وتحديداً منذ فوزه بدورة الخليج الرابعة عشرة
في البحرين عام 1998، قبل أن يبدأ أفراد الجيل الحالي بكتابة فصل جديد من
الألقاب بدأ في دورة غرب آسيا في الأردن قبل نحو ثلاثة أشهر، ثم امتد إلى
"خليجي 20" في عدن.
امتاز المنتخب الكويتي بتكتيك
جيد في دورة الخليج بقيادة مدربه الصربي غوران توفيدزيتش الذي أجاد توظيف
قدرات لاعبيه خصوصاً في الهجمات المرتدة التي يمتاز بها جيداً.
تعود المشاركة الأخيرة لـ
"الأزرق" الكويتي في كأس آسيا إلى دورة الصين عام 2004 حين خرج من الدور
الأول بخسارتين أمام كوريا الجنوبية صفر-4 والأردن صفر-2 وفوز يتيم على
الإمارات 3-1، إذ انه فشل في التأهل إلى نهائيات النسخة الماضية عام 2007.
واستعد الأزرق للنهائيات
الآسيوية عبر التدريب في الكويت لمدة أسبوع، قبل التوجه إلى معسكر تدريبي
في القاهرة خاض خلاله ثلاث مباريات، فتغلب على نظيره الكوري الشمالي 2-1
ثم تعادل معه 2-2، وفاز على نظيره الزامبي بأربعة أهداف نظيفة.
استقر توفيدزيتش على التشكيلة
التي سيشارك بها في كأس آسيا وإن أربكت الإصابات حساباته في الأمتار
الأخيرة، فاضطر إلى استدعاء المهاجم أحمد عجب بدلاً من المدافع محمد راشد
بعد تعرضه للإصابة في التدريب الثاني للمنتخب في الدوحة، إذ كشفت الأشعة
المقطعية وجود تمزق في أربطة الركبة اليمنى ستبعده عن الملاعب ستة أسابيع
على الأقل.
وتوفيدزيتش يقف حائراً لاختيار لاعب في مركز محمد راشد وقد يدفع بيعقوب الطاهر أو عامر المعتوق، لأن عجب يلعب في خط الهجوم.
وتعرض نجم الكويت بدر المطوع
إلى التواء في الكاحل الأيمن في الحصة التدريبية الأولى في الدوحة، لكنه
شارك في تدريبات الأمس وقد يلحق بمباراة الصين من دون تأكيد ذلك بشكل
نهائي حتى الآن.
ويضع المدرب في حساباته أيضاً
ضرورة تجهيز بديل عن المطوع في حال قرر الجهاز الطبي عدم جهوزيته، وقد
يشرك عبد العزيز المشعان أو خالد خلف.
ويمتلك منتخب الكويت ورقة
رابحة تتمثل بالجناح الأيمن فهد العنزي الذي تألق في دورة الخليج ونال لقب
أفضل لاعب فيها نظراً لاختراقاته السريعة وتمريراته العرضية الخطيرة،
فضلاً عن الجناح الأيسر وليد علي الذي يخوض غداً مباراته الدولية رقم مئة.
وقد يصطدم "أبطال الخليج" في
كأس آسيا بالحالة المعنوية المرتفعة لديهم بعد الاحتفالات التي أعقبت
فوزهم باللقب الخليجي، والمبالغ المالية المعتبرة التي حصلوا عليها من
مختلف شرائح المجتمع الكويتي جراء إنجازهم، وهذا ما ركز عليه معظم
المسؤولين عن الرياضة الكويتية.
الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي دعا لاعبي المنتخب المشارك في كأس آسيا إلى التحرر من الضغوط والتركيز على البطولة.
المارد الصيني
ما يزال منتخب الصين يبحث عن
لقبه الأول في البطولة الآسيوية التي يشارك فيها للمرة العاشرة بعد أعوام
76 و80 و84 و88 و92 و96 و2000 و2004 و2007، وكان قريباً من هدفه في
مناسبتين لكنه خسر في المباراة النهائية عامي 1984 أمام السعودية صفر-2 في
سنغافورة و2004 أمام اليابان 1-3 في عقر داره.
ويبقى التأهل إلى نهائيات مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان أفضل انجازات منتخب الصين حتى الآن.
استعدادات المنتخب الصيني
لنهائيات الدوحة كانت واعدة إذ حقق الفوز في المباريات الخمس التي خاضها
في الفترة الماضية آخرها على نظيره العراقي بطل النسخة الماضية 3-2 في
الدوحة، وقبلها على مقدونيا 1-صفر.
ويقود المنتخب الصيني المهاجم
الدولي السابق جاو هونغبو الذي تولى المهمة في نيسان/أبريل 2009 بدلاً من
الصربي فلاديمير بيتكوفيتش إثر فشله في قيادة الفريق إلى نهائيات مونديال
2010.
وقد عمل هونغبو (44 عاماً)
مساعداً للمدرب الهولندي آري هان إبان إشرافه على المنتخب بين عامي 2002
و2004، وأشرف أيضاً على منتخب الصين دون 17 عاما، وعلى فرق غوانغجو سونغري
وشنغهاي زهونغيام وجيامين هونغشي وتشانغ تشون ياتاي وقاد الأخير إلى لقب
الدوري المحلي عام 2007.
ويضم المنتخب الصيني عدداً من النجوم البارزين أمثال لي زويبينغ وزهاو بينغ ولي جيانبين وهاو جونمين ودينغ زهوجيانغ.